الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4016 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو النعمان ، نا حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر ، قال: لما نزلت هذه الآية: ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعوذ بوجهك"، قال: ( أو من تحت أرجلكم ) ، قال: "أعوذ بوجهك"، ( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا أهون، أو هذا أيسر".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            قوله: ( عذابا من فوقكم ) ، الحجارة كما في قوم لوط أو الطوفان كما في قوم نوح، ( أو من تحت أرجلكم ) ، الخسف كما على قارون، أو الريح كما على قوم عاد، ( أو يلبسكم شيعا ) ، أي: يخلطكم خلط [ ص: 218 ] اضطراب، وأراد به الأهواء المتفرقة، فيصيرون فرقا مختلفة، ( ويذيق بعضكم بأس بعض ) ، هو وقوع الهرج حتى يقتل بعضهم بعضا، وهذان: وهو الافتراق والقتل ثابت في هذه الأمة، وقد سل السيف من زمن عثمان ، فلا يغمد إلى قيام الساعة.

                                                                            وروي عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا ) ، الآية قال: أما إنها كائنة، ولم يأت تأويلها بعد.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية