الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4103 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا أبو جعفر أحمد بن محمد العنزي، نا عيسى بن نصر، نا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جهم بن أوس، قال: سمعت عبد الله بن أبي مريم، ومر به عبد الله بن رستم في موكبه، فقال لابن أبي مريم: إني لأشتهي مجالستك وحديثك، فلما مضى، قال ابن أبي مريم سمعت أبا هريرة ، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تغبطن [ ص: 295 ] فاجرا بنعمته، فإنك لا تدري ما هو لاق بعد موته، إن له عند الله قاتلا لا يموت".

                                                                            فبلغ ذلك وهب بن منبه فأرسل إليه وهب أبا داود الأعور، فقال: يا أبا فلان، ما قاتلا لا يموت؟ قال ابن أبي مريم : النار.


                                                                            وقال الحسن : لعمري لو كشف الغطاء، لشغل محسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن تجديد ثوب، أو ترطيل شعر.

                                                                            أراد بترطيل الشعر: تليينه بالدهن وما أشبهه، يقال للرجل فيه لين: رجل رطل، بالفتح.

                                                                            والذي يوزن به ويكال: رطل، بكسر الراء.

                                                                            قال عون بن عبد الله : صحبت الأغنياء، فلم أر أحدا أكبر هما مني، أرى دابة خيرا من دابتي، وثوبا خيرا من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت.

                                                                            وقال حذيفة : إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله ؟ قال: أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له: ما ليس فيه.

                                                                            وقال ابن مسعود : إن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل، والذي نفسي بيده لا تصيبون من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينكم مثليه. [ ص: 296 ] .

                                                                            قال سفيان : إذا دعوك لتقرأ عليهم ( قل هو الله أحد ) فلا تأتهم، يعني: السلطان.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية