الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3974 - أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد البزاز ، أنا محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك ، أن أناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله أموال هوازن، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل كل رجل منهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا، ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس : فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا من غيرهم، فلما اجتمعوا [ ص: 174 ] جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما حديث بلغني عنكم"، فقال الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا، وأما أناس حديثة أسنانهم، فقالوا كذا وكذا للذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما أعطي رجالا حدثاء عهد بكفر أتألفهم"، أو قال: "أستألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به"، قالوا: أجل يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني فرطكم على الحوض "، قال أنس : فلم يصبروا.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن عبد الله بن محمد ، عن هشام ، عن معمر ، وعن أبي اليمان ، عن شعيب ، وأخرجه مسلم ، عن حرملة ، عن يحيى ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس ، كل عن الزهري [ ص: 175 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية