الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3865 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أخبرني حماد هو ابن سلمة بن دينار ، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا "، ثم قال: أمسك خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشرة، وعثمان اثني عشر، وعلي ستة، قال علي : قلت لحماد: سفينة القائل لسعيد: [ ص: 75 ] أمسك؟ قال: نعم.

                                                                            وفي رواية: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء".

                                                                            قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه، إلا من حديث سعيد بن جمهان.

                                                                            روي عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن ، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكلما أعيا إنسان، ألقى علي سيفه وترسه حتى حملت شيئا كثيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أنت سفينة".

                                                                            قوله: "الخلافة ثلاثون سنة".

                                                                            قال حميد بن زنجويه : يريد أن الخلافة حق، الخلافة إنما هي للذين صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده، فإذا خالفوا السنة، وبدلوا السيرة، فهم حينئذ ملوك، وإن كانت أساميهم الخلفاء، ولا بأس أن يسمى القائم بأمور المسلمين: أمير المؤمنين والخلفاء، وإن كان مخالفا لبعض سير أئمة العدل لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له، ويسمى خليفة، لأنه خلف الماضي قبله، وقام مقامه، ولا يسمى أحد خليفة الله بعد آدم وداود عليهما السلام، قال الله سبحانه وتعالى: ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، وقال: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) . [ ص: 76 ] .

                                                                            روي عن ابن أبي مليكة ، أن رجلا قال لأبي بكر : يا خليفة الله، قال: أنا خليفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنا راض بذلك.

                                                                            وعن إبراهيم ، عن همام ، قال رجل من أهل الكتاب لعمر : يا ملك، فقال عمر : أكذاك تجدونه في كتابكم؟ أليس تجدون النبي، ثم الخليفة، ثم أمير المؤمنين، ثم الملوك بعد؟ قال: بلى.

                                                                            وقال رجل لعمر بن عبد العزيز : يا خليفة الله، فقال: ويحك لقد تناولت متناولا بعيدا إن أمي سمتني عمر ، فلو دعوتني بهذا الاسم قبلت، ثم كبرت، فتكنيت أبا حفص ، فلو دعوتني به، قبلت، ثم وليتموني أموركم، فسميتموني أمير المؤمنين، فلو دعوتني بذلك، كفاك.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية