الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب وعيد من يأمر بالمعروف ولا يأتيه .

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( لم تقولون ما لا تفعلون ) ، وقال عز وجل إخبارا عن شعيب عليه السلام: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) أي: لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه، وقال سبحانه وتعالى: ( إليه يصعد الكلم [ ص: 351 ] الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، قال الضحاك بن مزاحم : "العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله، فإذا كان كلام طيب وعمل سيئ رد القول على العمل"، وقال قتادة : " ( والعمل الصالح يرفعه ) قال: يرفع الله العمل الصالح لصاحبه ".

                                                                            4158 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا علي ، نا سفيان ، نا الأعمش ، عن أبي وائل ، قال: قيل لأسامة لو أتيت فلانا، فكلمته قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا سمعكم أني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا: إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته، يقول: " يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟ قال: [ ص: 352 ] كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه على صحته أخرجه مسلم ، عن أبي كريب ، وغيره، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، وقال شعبة : عن الأعمش : "فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه".

                                                                            قوله: "لا أكلمه إلا سمعكم" أي: بحيث تسمعون بكسر السين.

                                                                            قوله: "تندلق أقتابه" أي: تخرج أمعاؤه، فالاندلاق: خروج الشيء من مكانه، وكل شيء بدر خارجا، فقد اندلق، يقال: اندلق السيف من الغمد: إذا شقه فخرج منه، والأقتاب: الأمعاء، قاله الأصمعي ، واحدها: قتبة، وقال الكسائي : واحدها قتب، وقال أبو عبيدة : القتب ما تحوى في البطن، يعني: استدار، وهي الحوايا، فأما الأمعاء، فإنها الأقصاب، واحدها قصب، قال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب". [ ص: 353 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية