الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4194 - أخبرنا أحمد بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا عبد الرحيم بن منيب ، نا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لا ينجو أحد منكم بعمله "، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            قوله: "سددوا" أي: اقصدوا السداد، وهو الصواب، والمقاربة: القصد في الأمر الذي لا غلو فيه ولا تقصير، وقيل: قاربوا أي: لا تعجلوا.

                                                                            وقوله: "إلا أن يتغمدني الله برحمة" أي: يسترني بها [ ص: 391 ] مأخوذ من غمد السيف لأنك إذا غمدته، فقد سترته.

                                                                            قال عمير : من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سبعين، فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم.

                                                                            قال إبراهيم : إذا بلغك في الإسلام أمران، فخذا أيسرهما.

                                                                            وقال الشعبي : إذا اختلف عليك في أمرين، فخذ أيسرهما، فإن أيسرهما أقربهما من الحق، لأن الله سبحانه وتعالى، يقول: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية