الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4141 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو سعد خلف بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي براز ، نا أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي ، نا الحسين بن إدريس ، نا عباس الدمشقي الخلال، نا محمد بن معاذ بن عبد الحميد بن أبي حريث القرشي، نا سعيد بن بشير ، نا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال: قلت: يا رسول الله، بينا أنا في بيتي في مصلاي إذ دخل علي رجل فأعجبني الحال التي رآني عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحمك الله أبا هريرة ، لك أجران: أجر السر، وأجر العلانية " [ ص: 329 ] .

                                                                            قال أبو عيسى : هذا حديث غريب، روى سعيد بن بشير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه، عن أبي هريرة .

                                                                            وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: فأعجبه، معناه: أن يعجبه ثناء الناس عليه، كقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنتم شهداء الله" أما إذا أعجبه ليعلم منه الخير ويعظم عليه فهو رياء، وقيل معناه: فأعجبه رجاء أن يعمل من رآه بمثل عمله، فيكون له مثل أجره، هذا معنى قول عبد الرحمن بن مهدي ، قال: إنما يسر ليستن به من بعده.

                                                                            قال أبو عبيد : وليس للحديث عندي وجه إلا ما قال عبد الرحمن ، لأن الآثار كلها تصدقه، من ذلك الحديث المرفوع: "من سن سنة كان له أجر من عمل بها" ومما يوضح ذلك حديث آخر: "أن رجلا قام من الليل يصلي فرآه جار له، فقام يصلي، فغفر للأول". [ ص: 330 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية