الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب فضل الصحابة رضي الله عنهم.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .

                                                                            ( سيماهم في وجوههم ) .

                                                                            قال مجاهد : السحنة، وقال منصور ، عن مجاهد : التواضع، وقيل: صفرة الوجه من السهر، وقيل نور وبياض في وجوههم يوم القيامة من كثرة صلاتهم وسجودهم.

                                                                            قوله: شطأه، أي فراخه، يقال أشطأ الزرع: إذا نبت في أصوله ما هو أصغر منه، فآزره، أي قواه وأراد أن الحبة الواحدة تنبت سبعا وثمانيا وعشرا، فيقوى بعضه ببعض، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، مثل ضربه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه الله بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها، وقال ابن عباس في قول الله عز وجل: ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) ، قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : اصطفاهم الله [ ص: 69 ] لنبيه عليه السلام.

                                                                            3859 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر ، نا إبراهيم بن عبد الله بن عمر الكوفي العبسي.

                                                                            ح وحدثنا أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد التميمي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم المعروف بأبي محمد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، نا إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار أبو إسحاق بالكوفة ، أنا وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                            ح وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن أبي سعيد ، عن النبي عليه السلام، قال: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن آدم ، عن شعبة ، [ ص: 70 ] وأخرجه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، وغيره عن أبي معاوية ، وأخرج مسلم ، عن ابن المثنى ، عن ابن أبي عدي ، عن شعبة .

                                                                            والنصيف بمعنى النصف، وكذلك يقال للعشر: عشير، وللخمس خميس، وللتسع تسيع، وللثمن ثمين، واختلفوا في السبع والسدس والربع، فمنهم، من يقول: سبيع، وسديس، وربيع، قال أبو عبيد : ولم نسمع أحدا يقول في الثلاثي شيئا من ذلك.

                                                                            ومعنى الحديث: أن جهد المقل منهم واليسير من النفقة مع ما كانوا فيه من شدة العيش والضر، أفضل عند الله من الكثير الذي ينفقه من بعدهم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية