الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3874 - حدثنا أبو المظفر محمد بن أحمد التميمي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عبد الله بن الحسن الهاشمي بسامرا، نا سليمان بن داود الهاشمي ، نا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عبد الحميد بن زيد بن الخطاب، عن محمد بن سعد ، عن أبيه، قال: استأذن عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يسألنه، ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر ، تبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه، فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله، بأبي وأمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي [ ص: 84 ] فلما سمعن صوتك، بادرن الحجاب"، فقال عمر : أنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن، فقال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إيه يا ابن الخطاب، فوالذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك ".

                                                                            وحدثنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أبو السري موسى بن الحسن بن عباس النسائي، نا سليمان بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، بهذا الإسناد مثل معناه.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن إبراهيم بن سعد ، وأخرجه مسلم ، عن الحسن الحلواني ، وعبد بن حميد ، عن يعقوب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه.

                                                                            قوله: أتهبنني، من قولهم: هبت الرجل إذا وقرته وعظمته، يقال: هب الناس يهابونك، أي وقرهم يوقرونك، والفج الطريق الواسع، ومنه قوله سبحانه وتعالى ( سبلا فجاجا ) ، أي طرقا واسعة. [ ص: 85 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية