الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الخوف من الله عز وجل .

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وخافون إن كنتم مؤمنين ) .

                                                                            وقال جل ذكره: ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ) .

                                                                            وقال جل ذكره: ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) .

                                                                            قال سعيد بن جبير : يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة ( أنهم إلى ربهم راجعون ) ، قال: يخشون الموقف، ويعلمون ما بين أيديهم من الحساب.

                                                                            وقال جل ذكره: ( إن المتقين في مقام أمين ) أي: أمنوا فيه من العذاب والغير.

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( ما لكم لا ترجون لله وقارا ) أي: [ ص: 367 ] لا تخافون لله عظمة.

                                                                            وقال عز وجل ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ) أي: لا يخافون، وكل راج مؤمل ما يرجوه وخائف فوته، فللراجي هاتان الحالتان، فإذا انفرد بالخوف أتبع بحرف النفي.

                                                                            وقال الله سبحانه وتعالى: ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ) ، والإنذار: الإعلام بالشيء الذي يحذر منه، وكل منذر معلم، وليس كل معلم منذرا.

                                                                            وقال جل ذكره: ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قال مجاهد : وهو من يهم بالمعصية، فيذكر الله فيتركها، قال سفيان : ما في القرآن آية أشد علي من ( لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) .

                                                                            وقال جل ذكره في صفة الأنبياء ( وكانوا لنا خاشعين ) ، وقال عز وجل: ( إن إبراهيم لأواه ) وهو كثير التأوه خوفا من الله عز وجل.

                                                                            وقال جل ذكره في صفة الملائكة: ( يخافون ربهم من [ ص: 368 ] فوقهم ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( وهو شديد المحال ) أي: النقمة، وقيل: أي القوة والشدة، وقيل: شديد العقوبة والمكر، وقيل: هو مأخوذ من قول العرب محل فلان بفلان: إذا سعى به إلى السلطان، وعرضه لما يهلكه.

                                                                            4170 - أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن همام بن منبه ، قال: حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم، لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا".

                                                                            هذا حديث صحيح أخرجه محمد ، عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام عن معمر .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية