الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3964 - أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد البزاز ، أنا محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق الدبري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت: اجتمعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها: قولي له: إن نساءك قد اجتمعن، وهن ينشدنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، قالت: فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة في مرطها، [ ص: 165 ] فقلت له: إن نساءك أرسلنني إليك، وهن ينشدنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أتحبينني؟" قالت: نعم، قال: "فأحبيها"، فرجعت إليهن، فأخبرتهن بما قال لها، فقلن: إنك لم تصنعي شيئا، فارجعي إليه، قالت فاطمة : والله لا أرجع إليه فيها أبدا، قال الزهري : وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، فأرسلن زينب بنت جحش، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في بنت ابن أبي قحافة، قالت: ثم أقبلت علي فشتمتني، قالت: فجعلت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر، فلم يتكلم حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها، فلم ألبث أن أفحمتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : "إنها بنت أبي بكر "، قالت عائشة : ولم أر امرأة خيرا وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأشد ابتذالا بنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل، ما عدا سورة من غرب حدة كان فيها يوشك منها الفيئة. [ ص: 166 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن أخيه، عن سليمان ، عن هشام بن عروة ، وأخرجه مسلم ، عن عبد بن حميد ، وغيره عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن عائشة .

                                                                            وقولها: "ما عدا سورة من غرب"، أي ما خلا ثورة من حدة والغرب: الحدة، يقال: في فلان غرب، أي حدة، يقال للمعربد: سوار، لأنه يثور إلى الناس ويؤذيهم وعن أبي موسى الأشعري ، قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما.

                                                                            وقال موسى بن طلحة : ما رأيت أحدا أفصح من عائشة .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية