الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب غزوة ذي قرد .

                                                                            وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خيبر بثلاث. [ ص: 18 ] .

                                                                            3804 أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا قتيبة بن سعيد ، نا حاتم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، قال: سمعت سلمة بن الأكوع ، يقول: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف ، فقال: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، قال: فصرخت ثلاث صرخات: يا صباحاه، قال: فأسمعت ما بين لابتي المدينة ، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم، وقد أخذوا يسقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا وأقول:

                                                                            أنا ابن الأكوع اليوم يوم الرضع

                                                                            وارتجزت حتى استنفذت اللقاح منهم، واستلبت منهم ثلاثين بردة، قال: وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس، فقلت: يا نبي الله، قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة، فقال: "يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح"، قال: ثم [ ص: 19 ] رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه على ناقته حتى دخل المدينة .


                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم أيضا، عن قتيبة بن سعيد .

                                                                            واللقاح: النوق ذوات الدر، واحدتها لقحة.

                                                                            وقوله: اليوم يوم الرضع، أي: يوم هلاك اللئام من قولهم: لئيم راضع وهو الذي رضع اللؤم، كما يقال: راكع وركع، وخاشع وخشع، يقال: رضع أمه يرضع، ورضعها، وقوله عليه السلام: "ملكت فأسجح" ، أي: أحسن العفو، والإسجاح: حسن العفو.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية