الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب التقوى.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: " ( ومن يعظم شعائر الله فإنها [ ص: 340 ] من تقوى القلوب ) ، وقال عطاء في قوله عز وجل: ( ذلك ومن يعظم حرمات الله ) ، قال: المعاصي، معناه: ومن يعظم ما حرمه الله عليه فيجتنبه، وقيل: حرمات الله، يعني: فروضه، والحرمة: ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه.

                                                                            وقال سبحانه وتعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) أي: لا يصل إليه ما يعد لكم به ثوابه إلا التقوى.

                                                                            وقال الحسن في قوله سبحانه وتعالى: ( آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) .

                                                                            قال الحسنة في الدنيا: العلم، والعبادة، والحسنة في الآخرة: الجنة.

                                                                            وقال سبحانه وتعالى: ( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله ) أي: ذوو درجات، أي: طبقات في الفضل.

                                                                            4150 - أخبرنا ابن عبد القاهر ، أنا عبد الغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى ، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجاج ، نا عمرو الناقد ، نا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله [ ص: 341 ] لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            وروي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التقوى ههنا، ويشير إلى صدره" .

                                                                            قال مطرف بن عبد الله : ليعظم جلال الله في صدوركم، فلا تذكروه عند مثل قول أحدكم للكلب: اللهم اخزه، وللحمار، والشاة، وقال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما، أحب إلي من أن أبيت قائما، وأصبح معجبا.

                                                                            قال عمر بن عبد العزيز : التقي ملجم لا يفعل كل ما يريد.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية