الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3960 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا موسى ، عن أبي عوانة ، نا فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين : أنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده [ ص: 161 ] جميعا لم نغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي لا والله ما يخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رحب، قال: مرحبا يا بنتي، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها: أنا من نسائه، خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني، قالت: أما الآن، فنعم، فأخبرتني، قالت: " أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني أن جبريل عليه السلام، كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة ، وأنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة ". [ ص: 162 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن أبي كامل الجحدري ، عن أبي عوانة ، قال محمد بن إسماعيل : نا أبو نعيم ، نا زكريا ، عن فراس ، بإسناده مثل معناه، وقال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين"، فضحكت لذلك، وأخرجه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد الله بن نمير ، عن زكريا ، وقال: "ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية