الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4059 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثنا يحيى بن يوسف، نا أبو بكر ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعس عبد الدينار والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض".

                                                                            لم يرفعه إسرائيل ، ومحمد بن جحادة، عن أبي حصين ، وزاد لنا عمرو ، قال: أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط، سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك، فلا انتقش، [ ص: 262 ] طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة، كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن، لم يؤذن له، وإن شفع، لم يشفع".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            ويروى "تعس فلا انتعش، وشيك فلا انتقش"، قوله: "تعس" أي: انكب وعثر، ومعناه الدعاء عليه، أي: أتعسه الله، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( فتعسا لهم ) أي: عثارا وسقوطا، وإذا سقط الساقط به، فأريد به الاستقامة قيل: لعا له، وإذا لم يرد به الانتعاش، قيل: تعسا له، قوله: "وانتكس"، يقال: نكست الشيء إذا قلبته، والشيء منكوس، والانتعاش: الارتفاع، وسمي نعش الجنازة نعشا لارتفاعه، قوله: "فلا انتعش" أي لا ارتفع، ويقال: انتعش العليل: إذا أفاق.

                                                                            وقوله: "شيك فلا انتقش" أي: لا أخرجه من الموضع الذي دخله، ولا قدر على إخراجه، ونقش الشوكة: استخراجها، يقال: شاكه الشوك يشوكه: إذا أصابه، وشاك يشاك: إذا دخل في الشوك.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية