الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب ثواب من عمل حسنة أو هم بها .

                                                                            4148 - أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال: حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله [ ص: 338 ] عز وجل: "إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها، فإذا عملها، فأنا أكتب له بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها ما لم يعملها، فإذا عملها، فأنا أكتبها له بمثلها".

                                                                            قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قالت الملائكة: يا رب ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها، فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها، فاكتبوها له حسنة، إنه تركها من جرائي ".

                                                                            قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها، تكتب بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، وأخرجاه من طرق عن أبي هريرة .

                                                                            قوله: "إلى سبع مائة" هو من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، كقوله سبحانه وتعالى: ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل [ ص: 339 ] في كل سنبلة مائة حبة ) ، وكذلك قوله عز وجل: ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) لم يرد أنه عليه السلام إن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن معناه: فإن استكثرت من الدعاء للمنافقين والاستغفار لهم، لم يغفر الله لهم، والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف وإن جاوز السبع.

                                                                            حكي أن أعرابيا أعطاه رجل درهما، فقال: سبع الله له الأجر، أراد التضعيف.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية