الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى في صفة المؤمنين: ( يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر [ ص: 342 ] على ما أصابك ) .

                                                                            4151 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا عبد الرحيم بن منيب ، نا يعلى ، عن الأعمش ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الواقع في حدود الله والمداهن فيها، كمثل قوم ركبوا في السفينة، فاستهموا عليها، فركب قوم علوها وركب قوم سفلها، وكانوا إذا استقوا آذوهم وأصابوهم بالماء، فقالوا: إنكم قد آذيتمونا مما تمرون علينا، فأعطوا رجلا فأسا فنقب عندهم نقبا، قالوا: ما هذا الذي تصنعون؟ قالوا: تأذيتم بنا فننقب عندنا نقبا نستقي منه، فإن تركوهم، هلكوا وأهلكوا، وإن أخذوا على أيديهم، نجوا ونجوا ".

                                                                            هذا حديث صحيح أخرجه محمد ، عن عمر بن حفص ، عن أبيه، عن الأعمش [ ص: 343 ] قوله: "والمداهن"، والمداهنة، والادهان: المقاربة في الكلام والتليين، وقوله سبحانه وتعالى: ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) أي: تلين لهم، فيلينون لك، وقال الحسن : لو تصانعهم في دينك، فيصانعون في دينهم، وقيل: لو تكفر فيكفرون، كما قال في موضع آخر: ( ودوا لو تكفرون كما كفروا ) ، وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ) أي: كافرون.

                                                                            والاستهام: الاقتراع، وفيه إثبات القرعة في سكنى السفينة ونحوها من المنازل التي ينزلها أبناء السبيل إذا جاؤوا معا، فإن سبق واحد، فهو أحق.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية