الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4157 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا عبد الرحمن بن [ ص: 349 ] أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري، يقول: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ".

                                                                            قوله: "حتى يعذروا" أي: يكثروا ذنوبهم، ويستوجبوا العقوبة، فيكون لمن يعذبهم العذر، يقال: أعذر الرجل إعذارا إذا صار ذا عيب وفساد، وقال بعضهم: عذر يعذر بمعناه، وهو كالحديث الآخر: "لن يهلك على الله إلا هالك".

                                                                            قال أبو عبيد : ويقال في غير هذا المعنى: أعذرت في طلب الأمر: إذا بالغت فيه، وعذرت إذا قصرت ولم تبالغ، وأعذرت الغلام وعذرته لغتان، ومعناهما: الختان، وعذرته: إذا غمزت عذرته، وهي وجع في الحلق.

                                                                            وعن أبي سعيد الخدري ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" [ ص: 350 ] وقال ابن مسعود : جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوهكم فاكفهروا.

                                                                            قال بلال بن سعد : إن المعصية إذا أخفيت، لم تضر إلا صاحبها، فإذا أعلنت، فلم تغير، ضرت العامة.

                                                                            وقال سفيان : عن منصور ، عن إبراهيم : كانوا إذا رأوا الرجل لا يحسن الصلاة، علموه، قال سفيان : أخشى أن لا يسعهم إلا ذلك.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية