الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3923 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، نا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ، نا أبي ، عن بيان بن بشير، عن قيس بن أبي حازم ، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص ، يقول: "إني لأول رجل أهراق دما في سبيل الله، وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله، لقد رأيتني أغزو في العصابة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة أو البعير، فأصبحت بنو أسد تعزرني في الدين لقد خبت إذا وضل عملي".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن عمرو بن عون ، عن [ ص: 126 ] خالد بن عبد الله ، وأخرجه مسلم ، عن يحيى بن حبيب ، عن المعتمر ، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم .

                                                                            قوله: "إلا ورق الشجر والحبلة"، ويروى: "إلا الحبلة وورق السمر"، قال أبو عبيد : هما ضربان من الشجر، وقال ابن الأعرابي : الحبلة ثمر السمر شبه اللوبياء، وقيل الحبلة: ثمر العضاه.

                                                                            قوله: تعزرني: أي تؤدبني، ومنه التعزير وهو التأديب على الريبة، والمعنى تعلمني الصلاة وتعيرني بأني لا أحسنها، وقيل: تعزرني، أي توقفني عليه، والتعزير في كلام العرب التوقيف على الفرائض والأحكام والتعزير في قوله عز وجل: ( وتعزروه ) ، أي: تنصروه مرة بعد أخرى، وقيل معناه: تردوا عنه أعداءه، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: ( وآمنتم برسلي وعزرتموهم ) ، أي: نصرتموهم بأن تردوا عنهم أعداءهم، والعزر في اللغة الرد، يقال عزرت فلانا أي أدبته يعني فعلت به ما يردعه عن القبيح. [ ص: 127 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية