الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4008 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار، أنا محمد بن زكريا العذافري ، [ ص: 209 ] نا إسحاق الدبري ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، قال: لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية ، قال: قلت لو خرجت إلى الشام فتنحيت من شر هذه البيعة، قال: فخرجت حتى قدمت الشام ، فأخبرت بمقام يقومه نوف، فجئته فبينا أنا عنده، إذ جاءه رجل فاسد العينين عليه خميصة، وإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص ، فلما رآه نوف، أمسك عن الحديث، فقال له عبد الله حدث بما كنت تحدث به، فقال: أنت أحق بالحديث مني، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله : إن هؤلاء منعونا عن الحديث، يعني الأمراء، قال: أعزم عليك إلا حدثتنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنها ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف"، قال: وسمعت [ ص: 210 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع، كلما خرج منهم قرن قطع، كلما خرج منهم قرن قطع، حتى عدها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منهم قرن قطع، حتى يخرج الدجال في نفسهم".

                                                                            قال الخطابي : قوله: "ستكون هجرة بعد هجرة"، فالهجرة الثابتة هي الهجرة إلى الشام يرغب فيها خيار الناس، وقوله: "تقذرهم نفس الله"، تأويله: أن الله يكره خروجهم إليها ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد كالشيء يقذره نفس الإنسان فلا يقبله، وهذا مثل قوله سبحانه وتعالى: ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية