الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب خوف الهلاك إذا كثر الخبث .

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض ) إلى قوله ( أو يأخذهم على تخوف ) أي: تنقص، قال الأزهري : معنى التنقص: أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، يقال: تخوفه الدهر: إذا انتقصه، وقال الله سبحانه وتعالى: [ ص: 397 ] ( وذكرهم بأيام الله ) ، قال الأزهري : أيام الله: نقمه التي انتقم بها من الأمم السالفة، وقال مجاهد : بنعم الله التي أنعم عليهم أنجاهم من آل فرعون ، وظلل عليهم الغمام.

                                                                            4201 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري .

                                                                            ح قال البخاري : وحدثنا إسماعيل ، حدثني أخي، عن سليمان ، عن محمد بن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان ، عن زينب بنت جحش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا، يقول: " لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها "، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كثر الخبث".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن عمرو الناقد ، عن [ ص: 398 ] سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، وقال: استيقظ من نومه، وهو يقول: "لا إله إلا الله"، وقال: وعقد سفيان عشرة، وأخرجه محمد ، أيضا عن مالك بن إسماعيل ، عن سفيان ، وقال: وعقد سفيان تسعين أو مائة ، وقوله: "إذا كثر الخبث"، أي: الفسق والفجور.

                                                                            وروى هذا الحديث الحميدي ، وعلي بن المديني ، وغير واحد من الحفاظ، عن سفيان بن عيينة ، وقالوا فيه: عن زينب بنت أبي سلمة ، عن حبيبة، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش، وقال سفيان : حفظت من الزهري في هذا الحديث أربع نسوة زينب بنت أبي سلمة ، وحبيبة بنت جحش وزوجتي النبي صلى الله عليه وسلم وروى بعض أصحاب ابن عيينة هذا الحديث، ولم يذكروا فيه حبيبة، وكذلك رواه معمر عن الزهري .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية