الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب ما يتقى من فتنة المال .

                                                                            لقول الله سبحانه وتعالى: ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه ) [ ص: 252 ] أي: أعطاه وملكه، يقال: هم خول فلان، أي: أتباعه وقال سبحانه وتعالى: ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ) ، قيل معناه: امتنع بقوته ورجاله. وقال تعالى: ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) ، قال مجاهد : تردى، أي: مات، وقوله سبحانه وتعالى: ( جمع مالا وعدده ) أي: جعله عدة للدهر، وقال سبحانه وتعالى: ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ) أي: جعلنا مجرميها أكابر، لأن الرياسة والدعة أدعى لهم إلى الكفر.

                                                                            وقال سبحانه وتعالى: ( إن الإنسان خلق هلوعا ) الهلوع: ما جاء في الآية من التفسير الذي يجزع ويفزع من الشر، ويحرص ويشح على المال، وقيل: لا يصبر على المصائب، وقال سبحانه وتعالى: ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ) ، إلى قوله: ( ذلك متاع الحياة الدنيا ) قال عمر "اللهم إنا لا نستطيع ألا نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقها"، قال سفيان الثوري : [ ص: 253 ] "إنما سمي المال مالا لأنه يميل القلوب".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية