الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3881 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم العدل، بمرو ، نا أبو الموجه محمد بن عمرو ، أنا عبدان بن عثمان ، أنا عبد الله بن [ ص: 89 ] المبارك، عن يونس ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غربا، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد عن عبدان ، وأخرجه مسلم ، عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس .

                                                                            القليب: البئر تحفر فيقلب ترابها قبل أن تطوى.

                                                                            والغرب: دلو السانية وهي أكبر من الذنوب، والعبقري يوصف به كل شيء بلغ النهاية في معناه.

                                                                            والعطن: مناخ الإبل إذا صدرت عن الماء رواء.

                                                                            قوله: حتى ضرب الناس بعطن، معناه حتى رووا وأرووا إبلهم، فأبركوها وضربوا لها عطنا.

                                                                            3882 - أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر [ ص: 90 ] الزيادي، أنا محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال: حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم رأيت أني أنزع على حوض أسقي الناس، فأتاني أبو بكر ، فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، قال: فأتاني عمر بن الخطاب ، فأخذها منه، فلم ينزع رجل نزعه حتى ولى الناس والحوض ينفجر ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، وأخرجه مسلم من طرق أخر، عن أبي هريرة .

                                                                            قوله: أنزع، أي أستقي بالدلو باليد.

                                                                            3883 - أخبرنا أبو عبد الله الخرقي ، أنا أبو الحسن الطيسفوني ، أنا عبد الله بن عمر الجوهري ، نا أحمد بن علي الكشميهني ، نا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا على بئر أستقي جاء ابن أبي قحافة، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر ، فنزع حتى استحالت [ ص: 91 ] غربا في يده، وضرب الناس بالعطن، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه" .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية