الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            248 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، أنا عبدان، أنا أبو حمزة، قال: سمعت الأعمش، عن سالم هو ابن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قالت ميمونة: "وضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسلا، فسترته بثوب، وصب على يديه، فغسلهما، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه، فضرب بيده الأرض، فمسحهما، ثم غسلها، فمضمض واستنشق، وغسل وجهه وذراعيه، ثم صب على رأسه، فأفاض على جسده، ثم تنحى، فغسل قدميه، فناولته ثوبا، فلم يأخذه، فانطلق وهو ينفض يديه".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم من أوجه عن الأعمش [ ص: 13 ] في الحديث: "ثم صب بيمينه على شماله"، أما في الاستنجاء فلا يجوز غيره، وأما في غسل الأطراف، فإن كان الإناء واسعا وضعه عن يمينه، ثم أخذ الماء منه بيمناه، وجعل على يسراه، وإن كان ضيق الرأس، وضعه عن يساره، وصب منه الماء على يمينه.

                                                                            قال الإمام رضي الله عنه: الوضوء في الغسل سنة، فلو انغمس جنب في الماء، فوصل الماء إلى جميع بدنه ونوى، صح غسله وإن لم يفرد أعضاء الوضوء بالغسل، ولا دلك أعضاءه بيده.

                                                                            وهو قول أكثر أهل العلم، وقال مالك: "لا يجزئه حتى يمر يده على جسده"، وليس في الحديث ذكر إمرار اليد.

                                                                            وروي عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر "كان يغتسل، ثم يتوضأ"، فقلت له: يا أبه، أما يجزيك الغسل من الوضوء؟ قال: "بلى، ولكني أحيانا أمس ذكري فأتوضأ".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية