الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الصلاة في الكعبة.

                                                                            447 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد، وعثمان بن طلحة الحجبي، وبلال بن رباح، فأغلقها عليه، ومكث فيها، قال عبد الله بن عمر: فسألت بلالا حين خرج، ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "جعل عمودا عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن إسماعيل، عن [ ص: 332 ] مالك هكذا، وقال: "عمودين عن يمينه"، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن مالك، وقال: "عمودين عن يساره"، وكذلك رواه الشافعي، عن مالك.

                                                                            قلت: فيه دليل على جواز الصلاة داخل الكعبة، وهو قول عامة أهل العلم، ويتوجه إلى أي جانب شاء، فإن توجه إلى الباب والباب مردود جاز، وإن كان مفتوحا، لم يجز، إلا أن تكون العتبة مرتفعة قدر مؤخرة الرحل، وكذلك لو صلى على ظهر الكعبة لا تصح حتى يكون بين يديه من بناء البيت قدر مؤخرة الرحل.

                                                                            وقال مالك: يكره أن يصلي في الكعبة المكتوبة، ولا بأس بالنافلة.

                                                                            قلت: فيه دليل على جواز الصلاة بين الساريتين، وهو قول أكثر أهل العلم.

                                                                            وروي في هذا الحديث، قال ابن عمر: سألت بلالا: صلى النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 333 ] في الكعبة؟ فقال: نعم، ركعتين بين الساريتين اللتين على يساره إذا دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين ".

                                                                            وقد كره قوم الصف بين السواري، وبه يقول أحمد، وإسحاق، لما روي عن عبد الحميد بن محمود، قال: صلينا خلف أمير، فصلينا بين الساريتين.

                                                                            قال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                                                                            [ ص: 334 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية