الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            362 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ أبو إسحاق الهاشمي، أنبأ أبو مصعب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا اشتد الحر، فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من غير وجه، عن أبي هريرة.

                                                                            ومعنى الإبراد: انكسار حر الظهيرة، وهو أن تتفيأ الأفياء، وينكسر وهج الحر، فهو برد بالإضافة إلى حر الظهيرة.

                                                                            وقوله: "من فيح جهنم"، قال أبو سليمان الخطابي: معناه: سطوع [ ص: 206 ] حرها، وانتشاره، وأصله في كلامهم: السعة والانتشار، يقال: مكان أفيح، أي: واسع.

                                                                            قلت: واختلف أهل العلم في تأخير صلاة الظهر في شدة الحر، فذهب ابن المبارك، وأحمد، وإسحاق إلى تأخيرها، والإبراد بها في الصيف، وهو الأشبه بالاتباع.

                                                                            وقال الشافعي: تعجيلها أولى، إلا أن يكون إمام مسجد ينتابه الناس من بعد، فإنه يبرد بها في الصيف، فأما من صلى وحده، أو جماعة في مسجد بفناء بيته، لا يحضره إلا من بحضرته، فإنه يعجلها، لأنه لا مشقة عليهم في تعجيلها.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية