الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            298 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا ابن عيينة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن عائشة، قالت: "كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم، عن ابن عيينة.

                                                                            همام بن الحارث النخعي كوفي، روى عنه إبراهيم بن يزيد النخعي.

                                                                            ح وأخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أنا أبو طاهر الزيادي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، نا يزيد بن هارون، أنا هشام، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، مثله، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي معشر، وزاد حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن [ ص: 90 ] عائشة: "ثم يصلي فيه".

                                                                            قال الإمام: اختلف أهل العلم في طهارة مني الآدمي، فذهب قوم إلى طهارته، يروى ذلك عن ابن عباس، وسعد، قال ابن عباس: المني بمنزلة المخاط، فأمطه عنك ولو بإذخرة، وبه قال عطاء، وهو قول سفيان، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وقالوا: يفرك.

                                                                            وذهب قوم إلى أنه نجس يجب غسله، روي ذلك عن عمر بن الخطاب، وهو قول سعيد بن المسيب، وبه قال مالك، والأوزاعي، وقال أصحاب الرأي: هو نجس يغسل رطبه، ويفرك يابسه.

                                                                            ومن قال بطهارته، قال: حديث الغسل لا يخالف حديث الفرك، وهو على طريق الاستحباب والنظافة حتى لا يرى على ثوبه أثره.

                                                                            ومني سائر الحيوانات نجس عند الأكثرين.

                                                                            واتفقوا على نجاسة المذي والودي كالدم، ويجب غسله عند عامة أهل العلم، وذهب بعضهم إلى أنه يجزئه النضح في المذي، وقال أحمد: أرجو أن يجزئه النضح بالماء، واحتجوا بما روي عن سهل بن حنيف، قال: كنت ألقى من المذي شدة، فكنت أكثر منه الغسل، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يجزئك من ذلك الوضوء" قلت: كيف بما يصيب ثوبي منه؟ فقال: "يكفيك أن تأخذ [ ص: 91 ] كفا من ماء، فتنضح به ثوبك حتى ترى أنه أصاب منه".

                                                                            وسئل إبراهيم عن الجرح يخرج منه الشيء، يعني: الصديد، قال: هو بمنزلة الدم، ومثله عن قتادة، والحكم، وحماد، وهو قول عامة أهل العلم، وقال الحسن: ليس بشيء حتى يخرج منه الدم العبيط ". [ ص: 92 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية