الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            348 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو بكر أحمد بن [ ص: 182 ] الحسن الحيري، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، أنا عبد الله بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي، عن حكيم بن عباد بن حنيف، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمني جبريل عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس، وكانت بقدر الشراك، وصلى بي العصر حين كان كل شيء مثل ظله، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب في الصائم، وصلى بي الغد الظهر حين كان كل شيء مثل ظله، وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء ثلث الليل الأول، وصلى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إلي، فقال: يا محمد، هذا الوقت وقت النبيين قبلك، الوقت ما بين هذين الوقتين ". [ ص: 183 ] .

                                                                            هذا حديث حسن، ومثله عن جابر.

                                                                            قوله: "كانت قدر الشراك" ليس ذلك على معنى التحديد، ولكن الزوال لا يستبان بأقل منه، وليس هذا المقدار مما يتبين به الزوال في جميع البلدان والأزمان، إنما يتبين في بعض الأزمنة في بعض البلدان، مثل مكة ونواحيها، فإن الشمس إذا استوت فوق الكعبة في أطول يوم من السنة، لم ير لشيء من جوانبها ظل، فإذا زالت، ظهر الفيء قدر الشراك من جانب الشرق، وهو أول وقت الظهر، وكل بلد هو أقرب إلى وسط الأرض، كان الظل فيه أقصر.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية