الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب النوم في المسجد.

                                                                            486 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم "مستلقيا في المسجد، واضعا إحدى رجليه على الأخرى".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن مسلمة، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.

                                                                            وروي عن ابن شهاب، قال: كان ذلك من عمر، وعثمان ما لا يحصى، قال الزهري: وجاء الناس بأمر عظيم.

                                                                            وفيه دليل على جواز الاتكاء، والاضطجاع، وأنواع الاستراحة في [ ص: 378 ] المسجد جوازها في البيت إلا الانبطاح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، وقال: "إنها ضجعة يبغضها الله".

                                                                            قلت: وقد روي عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، "نهى عن أن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى، وهو مستلق على ظهره"، قلت: موضع النهي، والله أعلم، أن ينصب الرجل ركبته، فيعرض عليها رجله الأخرى ولا إزار عليه، أو إزاره ضيق، ينكشف معه بعض عورته، فإن كان الإزار سابغا بحيث لا تبدو منه عورته فلا بأس.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية