الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            432 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح أنا أحمد بن عبد الله الصالحي، وأبو الفضل محمد بن أحمد العارف، قالا: أنا أبو بكر أحمد [ ص: 296 ] بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، نا أبو سليمان مالك بن الحويرث، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن مسدد، وأخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، كلاهما، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب.

                                                                            قلت: العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، اختاروا الأذان في السفر، قال الشافعي: وترك الأذان في السفر أخف منه في الحضر، وإنما قال ذلك لأن السفر يؤثر في تخفيف العبادات، كما أثر في إباحة القصر والفطر والجمع.

                                                                            وقال أصحاب الرأي: تركه في الحضر أخف منه في السفر.

                                                                            وذهب بعضهم إلى أنه يقيم في السفر، لأن الأذان لجمع الناس، وهم في السفر يكونون مجتمعين. [ ص: 297 ] .

                                                                            وكان عبد الله بن عمر لا يزيد على الإقامة في السفر إلا في الصبح، فإنه كان ينادي فيها ويقيم، وكان يقول: إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه [ ص: 298 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية