الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب من أكل الثوم فلا يقرب المسجد.

                                                                            495 - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من أكل هذه الشجرة، يعني الثوم، فلا يؤذينا في مسجدنا".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، وأخرجاه من طرق، عن أنس 93، وابن عمر 93. [ ص: 387 ] .

                                                                            وعن جابر 93، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من أكل من هذه الشجرة المنتنة، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس".

                                                                            قلت: جعل الثوم من الشجرة، والشجر عند العامة: ما له ساق وأغصان، وما لا يقوم على ساق، فهو نجم، قال الله سبحانه وتعالى: ( والنجم والشجر يسجدان ) .

                                                                            وحقيقة اللغة: أن ما يبقى أصله في الأرض، يخلف إذا قطع، وينبت في الصيف ما يبس في الشتاء، فهو شجر، فالقطن شجر، لأنه يبقى سنين في بعض البلدان، وكذلك الباذنجان، وما لا يبقى له أصل ينبت بعد ما يبس، فهو نجم كاليقطين والريحان، وفي اليمين يراعى ما يتعارفه العامة. [ ص: 388 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية