الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            415 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، أنا أبو جعفر الرياني، نا حميد بن زنجويه، نا يعلى بن عبيد، حدثنا طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن عبدة، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله أبي محمد التيمي القرشي.

                                                                            قوله: "أطول الناس أعناقا"، قال ابن الأعرابي: معناه: أكثرهم أعمالا، يقال: لفلان عنق من الخير، أي: قطعة. [ ص: 278 ] .

                                                                            وقال غيره: أكثرهم رجاء، لأن من رجا شيئا طال إليه عنقه، فالناس يكونون في الكرب، وهم في الروح يشرئبون أن يؤذن لهم في دخول الجنة، وقيل: معناه: الدنو من الله عز وجل.

                                                                            وقيل: أراد أنه لا يلجمهم العرق، فإن الناس يوم القيامة يكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى كعبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق.

                                                                            وقيل: معناه: أنهم يكونون رؤوسا يومئذ، والعرب تصف السادة بطول العنق.

                                                                            وقيل: الأعناق: الجماعات، يقال: جاءني عنق من الناس، أي: جماعة، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( فظلت أعناقهم لها خاضعين ) ، أي: جماعاتهم، ولذلك لم يقل: خاضعات.

                                                                            ومعنى الحديث: أن جمع المؤذنين يكون أكثر، فإن من أجاب دعوته يكون معه.

                                                                            وروى بعضهم "إعناقا" بكسر الهمزة، أي: إسراعا إلى الجنة.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية