الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الالتواء في الأذان.

                                                                            409 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، نا عبد الله بن هشام، نا وكيع، نا سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج بلال، فأذن، فجعل هكذا يحرف رأسه يمينا وشمالا".

                                                                            قال سفيان: قال عون، عن أبيه: فجعلت أتتبع فاه يمينا وشمالا.

                                                                            هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه محمد، عن محمد بن يوسف، وأخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن وكيع، كل عن سفيان.

                                                                            وروي عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت بلالا يؤذن وإصبعاه في أذنيه، فلما بلغ: حي على الصلاة، حي على الفلاح، [ ص: 269 ] لوى عنقه يمينا وشمالا، ولم يستدبر.

                                                                            وأبو حجيفة: اسمه وهب بن عبد الله السوائي، نزل الكوفة.

                                                                            والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يستحبون وضع المسبحتين في الأذنين في الأذان، وقال بعضهم: في الإقامة أيضا، وهو قول الأوزاعي، وكان ابن عمر لا يجعل إصبعه في أذنيه.

                                                                            واستحبوا أن يؤذن مستقبل القبلة، لا يلتفت إلا في: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فإنه يلوي فيها عنقه، ولا يزيل قدميه.

                                                                            وروي في حديث ضعيف الإسناد، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لبلال، "إذا أذنت فترسل؛ وإذا أقمت فاحدر، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من [ ص: 270 ] شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني".

                                                                            وإسناده مجهول.

                                                                            قلت: وهو في أدب الأذان حسن.

                                                                            وأراد بالمعتصر: الذي ضرب الغائط.

                                                                            وفي حديث عمر: "إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم"، ومعناه: الحدر أيضا، وهو قطع التطويل.

                                                                            وروي عن ابن عمر، أنه كان يرتل الأذان، ويحدر الإقامة.

                                                                            وقال عمر بن عبد العزيز: أذن أذانا سمحا، وإلا فاعتزلنا.

                                                                            قال مالك: لا بأس أن يؤذن وهو راكب [ ص: 271 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية