الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            544 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفع في نحره، فإنما هو شيطان".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن آدم، وأخرجه مسلم، عن شيبان بن فروخ، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، وقال: "فليدفعه في نحره، فإن أبى، فليقاتله، فإنما هو شيطان" [ ص: 456 ] قوله: "فإنما هو شيطان"، قال الخطابي: معناه: أن الشيطان يحمله عليه، ويجوز أن يكون جعله شيطانا، لأن الشيطان هو المارد من الجن والإنس.

                                                                            قلت: اتفق أهل العلم على كراهية المرور بين يدي المصلي، فمن فعل فللمصلي دفعه، ولا يزيد في أول الأمر على الدفع، فإن أبى ولج، فحينئذ يعنف في دفعه عن المرور بين يديه، والمراد من المقاتلة الدفع بالعنف لا القتل، فإنه يروى في حديث أبي سعيد: "وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله"، وهذا إذا كان المصلي يصلي إلى سترة، فأراد المار أن يمر بينه وبين السترة، فإن لم يكن بين يديه سترة، فليس له دفع المار، لأن التفريط من المصلي بترك السترة، وفيه دليل على أن العمل اليسير لا يبطل الصلاة. [ ص: 457 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية