الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            416 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن [ ص: 279 ] الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا سفيان، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم فأرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين".

                                                                            وحدثنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، نا أبو حذيفة، نا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فذكر مثله.

                                                                            ويروى هذا الحديث، عن أبي صالح، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عيسى: سمعت أبا زرعة، يقول: حديث أبي صالح، عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح، عن عائشة، وسمعت محمدا يقول: حديث أبي صالح، عن عائشة أصح، ويذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت واحدا منهما [ ص: 280 ] وفيه دليل على تفضيل الأذان على الإمامة، لأن حال الأمين أحسن من حال الضمين.

                                                                            قوله: "الإمام ضامن"، قيل: معناه: أنه يحفظ الصلاة وعدد الركعات على القوم، فالضمان في اللغة: الرعاية، والضامن: الراعي.

                                                                            وقيل: معناه: ضمان الدعاء، أي: يعم القوم به، ولا يخص به نفسه، وتأوله بعضهم على أنه يحمل القراءة عن القوم في بعض الأحوال، وكذلك يتحمل القيام عمن أدركه راكعا.

                                                                            وروي عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من أذن سبع سنين محتسبا، كتب له براءة من النار" وإسناده ضعيف.

                                                                            والاختيار عند عامة أهل العلم أن يحتسب بالأذان، وكرهوا أن يأخذ عليه أجرا.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية