الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            376 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا يزيد هو ابن هارون، أنبأ حميد، عن أنس، أنه سئل: هل اصطنع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما؟ قال: نعم، أخر الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل، صلاة العشاء الآخرة، ثم صلى، فلما صلى أقبل بوجهه، فقال: "إن الناس قد صلوا ورقدوا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة"، وكأني أنظر إلى وبيص خاتمه.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن حميد، وأخرجاه من طرق عن أنس. [ ص: 219 ] .

                                                                            وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنبأ أبو عمر بكر بن محمد المزني، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا الحسين بن الفضل البجلي، ثنا عفان، ثنا حماد، أنبأ ثابت: أنهم سألوا أنس بن مالك مثل معناه، وقال: فقال أنس: فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه، ورفع يده اليسرى.

                                                                            قلت: اختار أكثر أهل العلم من الصحابة، والتابعين، فمن بعدهم تأخير العشاء.

                                                                            وقد روي عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه".

                                                                            وذهب الشافعي في أحد قوليه إلى تعجيلها، لما روي عن أنس، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذا غاب الشفق". [ ص: 220 ] .

                                                                            وعن النعمان بن بشير، قال: أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة، كان رسول الله يصليها، لسقوط القمر ليلة الثالثة.

                                                                            وكتب عمر بن الخطاب إلى عامله: "أن صل العشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فإن أخرت فإلى شطر الليل". [ ص: 221 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية