الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            363 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنبأ أحمد بن عبد الله النعيمي، أنبأ محمد بن يوسف، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا آدم، ثنا شعبة، ثنا مهاجر أبو الحسن مولى لبني تيم الله، قال: سمعت زيد بن وهب، عن أبي ذر الغفاري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ص: 207 ] "أبرد"، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: "أبرد"، حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر، فأبردوا بالصلاة".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن مثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة.

                                                                            وروى أبو داود، عن شعبة بهذا الإسناد، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر، ومعه بلال، فأراد أن يقيم، فقال: "أبرد" ثم أراد أن يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبرد في الظهر" حتى رأينا فيء التلول، ثم أقام فصلى.

                                                                            ففيه دليل على أن الإبراد أولى، وإن لم يأت من بعد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به مع كونهم مجتمعين في السفر.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية