الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            412 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، [ ص: 274 ] يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ".

                                                                            وأخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي، أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن همام بن منبه، قال: نا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف، [ ص: 275 ] عن مالك، وأخرجه مسلم، عن قتيبة، عن المغيرة الحزامي، عن أبي الزناد.

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي: التثويب ههنا: الإقامة، ومعنى التثويب: الإعلام بالشيء، والإنذار بوقوعه، وكل داع مثوب، وأصله أن يلوح الرجل لصاحبه بثوبه، فيديره عند الأمر يرهقه من خوف، أو عدو، فسميت الإقامة تثويبا، لأنها إعلام بإقامة الصلاة، والأذان إعلام بالوقت، وقيل: سمي تثويبا، لأنه رجوع إلى الدعاء إلى الصلاة بعد ما دعاهم إليها بالأذان، وكذلك في قوله: "الصلاة خير من النوم"، فهو يرجع بهذه الكلمة إلى دعائهم بعد ما دعاهم بقوله: "حي على الصلاة" والراجع ثائب، يقال: ثاب إلي جسمي، أي: رجع.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية