الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            505 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، حدثنا مؤمل بن هشام، نا إسماعيل، عن سوار أبي حمزة، قال أبو داود: وهو سوار بن داود أبو حمزة المزني الصيرفي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة، وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع". [ ص: 407 ] .

                                                                            وبهذا الإسناد، قال أبو داود: نا زهير بن حرب، نا وكيع، حدثني داود بن سوار المزني بإسناده ومعناه، وزاد "وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره، فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة"، قال أبو داود: وهم وكيع في اسمه، وروى عنه أبو داود الطيالسي هذا الحديث، قال: حدثنا أبو حمزة سوار بن داود الصيرفي.

                                                                            قلت: وفي الحديث دليل على أن صلاة الصبي بعد ما عقل صحيحة، واختلف أهل العلم في صحة إسلامه، فذهب قوم إلى أنه لا يصح إسلامه، كما لا يصح شيء من تصرفاته وعقوده، وهو قول الشافعي.

                                                                            وذهب قوم إلى صحة إسلامه، وهو قول الحسن، وبه قال أصحاب الرأي، وقالوا: لو ارتد لا يحكم بكفره.

                                                                            ولو أدى الفرض في أول الوقت قبل البلوغ، ثم بلغ والوقت باق اختلفوا في وجوب الإعادة عليه، فأوجب بعضهم الإعادة، وهو قول أصحاب الرأي، ولم يوجب بعضهم، وهو ظاهر قول الشافعي.

                                                                            قال الشافعي: على الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم، ويعلموهم الطهارة والصلاة، ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا، فمن احتلم، أو حاض، أو استكمل خمس عشرة سنة، لزمه الفرض. [ ص: 408 ] .

                                                                            وروي عن ابن عباس، أنه قيد عكرمة على تعليم القرآن، والسنن، والفرائض.

                                                                            قال ابن عمر: أدب ابنك، فإنك مسئول عن ولدك ماذا علمته، وهو مسئول عن برك وطواعيته لك.

                                                                            قلت: وقد قال الله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) وفي تعليمهم أحكام الدين، وشرائع الإسلام قيام بحفظهم عن عذاب النار، وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) ، وأثنى على إسماعيل عليه السلام به، فقال: ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ) .

                                                                            وقيل: أراد بالأهل: جميع أمته، وكذلك أهل كل نبي أمته.

                                                                            وروي عن علي في قوله: ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) قال: علموهم، أدبوهم.

                                                                            وعن ابن عباس مثله، قال إبراهيم: كانوا يكرهون أن يعلموا أبناءهم القرآن حتى يعقلوا ذاك. [ ص: 409 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية