الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            437 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن ابن شهاب، [ ص: 305 ] عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من خيبر أسرى، حتى إذا كان من آخر الليل عرس، وقال لبلال: "اكلأ لنا الصبح"، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكلأ بلال ما قدر له، ثم استند إلى راحلته وهو مقابل الفجر، فغلبته عيناه، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بلال، ولا أحد من الركب، حتى ضربتهم الشمس، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا بلال"، فقال بلال: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتادوا"، فبعثوا رواحلهم، فاقتادوا شيئا، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا، فأقام الصلاة، فصلى لهم الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة: " من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله، يقول: ( وأقم الصلاة لذكري ) ".

                                                                            قلت: هكذا رواه مالك في الموطأ مرسلا، وكذلك رواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر، [ ص: 306 ] عن الزهري مرسلا.

                                                                            ورواه أبان العطار، عن معمر مسندا، وقال: فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى.

                                                                            وأخبرنا بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود، نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة بمعنى ما رواه مالك.

                                                                            وهذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، قال: حدثني حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد [ ص: 307 ] بن المسيب، عن أبي هريرة بهذا، ولم يذكر الأذان.

                                                                            ورواه أبو حازم، عن أبي هريرة، وقال: "ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة، فصلى الغداة".

                                                                            قال الخطابي: قوله "عرس"، التعريس: النزول لغير إقامة.

                                                                            وقوله "فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم" معناه: انتبه، يقال: أفزعت الرجل من نومه ففزع، أي: أنبهته فانتبه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية