الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1653 - (ع) : خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي، أبو عبد الله الشامي الحمصي .

                                                                          [ ص: 168 ] روى عن : ثوبان (سي) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجبير بن نفير الحضرمي (م 4) والحارث بن الحارث الغامدي ، والحجاج بن عامر الثمالي ، وحجر بن حجر الكلاعي (د) ، وأبي زياد خيار بن سلمة (د س) ، وذي مخبر الحبشي ابن أخي النجاشي (د ق) ، وربيعة بن الغاز الجرشي (ت س ق) ، وسيف الشامي (د سي) ، وأبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي (خ 4) وعبادة بن الصامت (ق) ولم يذكر سماعا منه، وعبد الله بن بسر المازني (4) ، وعبد الله بن أبي بلال (د ت س) وعبد الله بن حنين (س) ، وعبد الله بن سعد الأنصاري ، وأبي الحجاج عبد الله بن عائذ، ويقال : ابن عبد الثمالي ، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي (د ت ق) ، وعبد الرحمن بن أبي عميرة ، وعتبة بن عبد السلمي ، وعتبة بن الندر ، وعمرو بن الأسود (د س) وهو عمير بن الأسود (خ) ، وكثير بن مرة الحضرمي (عخ 4) ، ومالك بن يخامر السكسكي ، ومعاذ بن جبل ولم يسمع منه (ت) ، ومعاوية بن أبي سفيان (د س) ، والمقدام بن معدي كرب (خ 4) ، ويزيد بن خمير اليزني ، وأبي عثمان يزيد بن مرثد الهمداني ، وأبي بحرية (د س) ، وأبي الدرداء ولم يذكر سماعا منه (س) ، وأبي ذر الغفاري ولم يسمع منه، وأبي رهم السماعي (س) ، وأبي زهير ويقال : أبو الأزهر الأنماري (د) ، وأبي عبيدة بن الجراح ولم [ ص: 169 ] يسمع منه، وأبي الغادية وله رؤية، وأبي قتيلة الشرعبي (د) ، وأبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين (س) ، والصحيح : عن ربيعة الجرشي عنها.

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي ، والأحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود (ق) ، وبحير بن سعد (بخ 4) ، وثابت بن ثوبان ، وثور بن يزيد (خ 4) ، وحريز بن عثمان الرحبي ، وحسان بن عطية (د ق) ، وداود بن عبيد الله (س) ، وزياد بن سعد ، وشعوذ بن عبد الرحمن الأزدي الحمصي ، وصفوان بن عمرو ، وعامر بن جشيب (مد س) ، وعبد الله بن بسر الحبراني ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعثمان بن عبيد أبو دوس اليحصبي ، وفضيل بن فضالة (س) ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني (م س ق) ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي (مد) ، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك (ق) ، وابنته أم عبد الله عبدة بنت خالد بن معدان ، ومولاته أم الضحاك بنت راشد .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : لم يلق أبا عبيدة، وهو كلاعي، يعد من الطبقة الثالثة من فقهاء أهل الشام بعد الصحابة.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : شامي تابعي ثقة.

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة ، ومحمد بن سعد ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، والنسائي : ثقة.

                                                                          [ ص: 170 ] وقال أبو مسهر، عن إسماعيل بن عياش : حدثتنا عبدة بنت خالد بن معدان ، وأم الضحاك بنت راشد مولاة خالد بن معدان أن خالد بن معدان قال : أدركت سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          وقال بقية بن الوليد ، عن بحير بن سعد : ما رأيت أحدا ألزم للعلم من خالد بن معدان، وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى.

                                                                          وقال أيضا : كتب الوليد بن عبد الملك إلى خالد بن معدان في مسألة فأجابه فيها خالد، فحمل القضاة على قوله.

                                                                          وقال بقية أيضا عن عمر بن جعثم : كان خالد بن معدان إذا قعد لم يقدر أحد منهم يذكر الدنيا عنده هيبة له.

                                                                          وقال بقية أيضا، عن حبيب بن صالح الطائي : ما خفنا أحدا من الناس ما خفنا خالد بن معدان.

                                                                          وقال بقية أيضا : كان الأوزاعي يعظم خالد بن معدان، فقال لنا : له عقب؟ فقلنا له : ابنة، قال : فائتوها فسلوها عن هدي أبيها. قال : فكان سبب إتياننا عبدة بسبب الأوزاعي.

                                                                          وقال إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو : رأيت خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام؛ كراهة الشهرة.

                                                                          وقال أبو إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو : كان خالد بن معدان إذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أول فسطاط بدابق.

                                                                          [ ص: 171 ] وقال أبو أسامة : كان الثوري إذا جلسنا معه إنما نسمع الموت الموت، فحدثنا عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال : لو كان الموت علما يستبق إليه ما سبقني إليه أحد إلا أن يسبقني رجل بفضل قوته، قال : فما زال الثوري يحب خالد بن معدان منذ بلغه هذا الحديث عنه.

                                                                          وقال الوليد بن مسلم، عن عبدة بنت خالد بن معدان : قل ما كان خالد يأوي إلى فراش مقيله إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم ويقول : هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم فعجل رب قبضي إليك، حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك.

                                                                          وقال ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر.

                                                                          وقال أبو بدر شجاع بن الوليد، عن عمرو الأيامي، عن خالد بن معدان، قال : ما من آدمي إلا وله أربعة أعين، عينان في رأسه يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يعني يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، فأمن الغيب بالغيب.

                                                                          [ ص: 172 ] وقال بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان : كان إبراهيم خليل الله إذا أتي بقطف من العنب أكل حبة حبة، وذكر الله عند كل حبة.

                                                                          وقال عباس بن الوليد بن مرثد، عن أبيه : سمعت الأوزاعي يقول : بلغني عن خالد بن معدان أنه كان يقول : أكل وحمد خير من أكل وصمت.

                                                                          وقال حريز، عن عثمان، عن خالد بن معدان : إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه؛ فإنه لا يدري متى يغلق عنه.

                                                                          وقال أيضا عنه : العين مال، والنفس مال، وخير مال العبد ما انتفع به وابتذله، وشر أموالك ما لا تراه ولا يراك، وحسابه عليك ونفعه لغيرك.

                                                                          وقال عطية بن بقية بن الوليد، عن أبيه، عن بحير بن سعد : سمعت خالد بن معدان يقول : من التمس المحامد في مخالفة الحق رد الله تلك المحامد عليه ذما، ومن اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم عليه حمدا.

                                                                          وقال محمد بن سعد، عن يزيد بن هارون : مات خالد بن معدان وهو صائم.

                                                                          [ ص: 173 ] وقال إبراهيم بن جعفر الأشعري، عن سلمة بن شبيب : كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات ووضع على سريره ليغسل جعل بأصبعه كذا يحركها يعني بالتسبيح.

                                                                          قال الهيثم بن عدي، والمدائني، ويحيى بن معين ، وعمرو بن علي، ويعقوب بن شيبة، وغير واحد : مات سنة ثلاث ومائة.

                                                                          وقال محمد بن سعد : أجمعوا على أنه توفي سنة ثلاث ومائة في خلافة يزيد بن عبد الملك.

                                                                          وقال عفير بن معدان، ويزيد بن عبد ربه، ومعاوية بن صالح، ودحيم، وسليمان بن سلمة الخبائري وغيرهم : مات سنة أربع ومائة.

                                                                          وقال يحيى بن صالح، عن إسماعيل بن عياش : مات سنة خمس ومائة.

                                                                          وقيل عن إسماعيل بن عياش : مات سنة ست ومائة.

                                                                          وقال أبو عبيد، وخليفة بن خياط : مات سنة ثمان ومائة.

                                                                          [ ص: 174 ] روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية