الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1654 - (م) : خالد بن المهاجر ابن سيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي الحجازي .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري (م) ، وعمر بن الخطاب ولم يدركه .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن رافع المدني ، وثور بن يزيد الرحبي ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (م) ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي .

                                                                          [ ص: 175 ] قال الزبير بن بكار : أمه مريم بنت لجأ بن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة.

                                                                          قال : وكان مع عبد الله بن الزبير، وكان اتهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دس إلى عمه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد متطببا يقال له ابن أثال، فسقاه في دواء شربة، فمات فيها، فاعترض لابن أثال، فقتله، ثم لم يزل مخالفا لبني أمية، وكان شاعرا، وهو الذي يقول في قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما :


                                                                          أبني أمية هل علمتم أنني أحصيت ما بالطف من قبر     صب الإله عليكم غضبا
                                                                          أبناء جيش الفتح والبدر

                                                                          قال : وقد انقرض ولد خالد بن الوليد، فلم يبق منهم أحد، وورثهم أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد، دارهم بالمدينة.

                                                                          وذكر الواقدي أن خالدا هذا قتل ابن أثال بدمشق، وأن معاوية ضربه مئين أسواطا، وحبسه وأغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفا في بيت المال، وأعطى ورثة ابن أثال ألفا، ولم يخرج خالد بن المهاجر من الحبس حتى مات معاوية.

                                                                          وقد روي أن الذي قتل ابن أثال خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فالله أعلم.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          [ ص: 176 ] وروى أبو بكر الداهري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن المهاجر، قال : قال عمر بن الخطاب : من تزوج بنت عشر تسر الناظرين، ومن تزوج بنت عشرين لذة للمعانقين، وبنت ثلاثين تسمن وتلين، وبنت أربعين ذات بنات وبنين، وبنت خمسين عجوز في الغابرين! .

                                                                          روى له مسلم حديثا واحدا، وقد وقع لنا عاليا من روايته.

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا أبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، قال : حدثنا حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب، قال : أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، أن عبد الله بن الزبير قام بمكة، فقال : إن ناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم، يفتون بالمتعة، يعرض برجل ، فناداه، فقال : إنك جلف جاف، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتقين، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له ابن الزبير : فجرب بنفسك، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك .

                                                                          قال ابن شهاب : وأخبرني خالد بن المهاجر ابن سيف الله، أنه بينا هو جالس عند رجل، جاءه رجل، فاستفتاه في المتعة، فأمره بها، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري : مهلا! قال : ما هي؟ والله! لقد فعلت في عهد إمام المتقين. قال ابن أبي عمرة : إنها كانت رخصة في أول [ ص: 177 ] الإسلام لمن اضطر إليها، كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدين، ونهى عنها.

                                                                          قال ابن شهاب : وأخبرني ربيع بن سبرة الجهني، أن أباه قال : قد كنت استمتعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من امرأة من بني عامر، ببردين أحمرين، ثم نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة .

                                                                          قال ابن شهاب : وسمعت ربيع بن سبرة يحدث ذلك عمر بن عبد العزيز، وأنا جالس.

                                                                          رواه عن حرملة بن يحيى بطوله، فوافقناه فيه بعلو، والرجل الذي كنى عنه في هذه الرواية هو : عبد الله بن عباس، سماه معمر وغيره، عن ابن شهاب.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية