الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          1819 - (د) : ذو الجوشن الضبابي، من بني الضباب بن [ ص: 525 ] كنانة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، والد شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين.

                                                                          حكى أبو القاسم البغوي، عن الواقدي أن اسمه عثمان بن نوفل.

                                                                          وقال عبد الله بن المبارك، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه : ذو الجوشن اسمه شرحبيل، وسمي ذا الجوشن من أجل أن صدره كان ناتئا.

                                                                          وقال محمد بن سعد : اسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية، وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة، وهو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين بن علي، عداده في الصحابة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (د) .

                                                                          روى عنه : أبو إسحاق السبيعي (د) وأبو سيف التغلبي .

                                                                          [ ص: 526 ] روى له أبو داود حديثا واحدا، وقد وقع لنا بعلو عنه.

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر، وغير واحد، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا معاذ بن المثنى، وأبو مسلم الكشي، قالا : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عيسى بن يونس، قال : حدثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن رجل من الضباب ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من بدر بابن فرس لي يقال لها : القرحاء، فقلت : يا محمد إني جئتك بابن القرحاء لتتخذه، قال : "لا حاجة لي فيه، وإن شئت أن أقضيك به المختارة من دروع بدر فعلت" فقلت : ما كنت لأقضيه اليوم بغيره، قال : "لا حاجة لي فيه" ثم قال : "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر؟" قلت : لا، قال : "لم؟" قلت : لأني رأيت قومك لغبوا بك، قال : "فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟" قلت : قد بلغني. [ ص: 527 ] قال : "عقد بك؟" قلت : نعم، إن تغلب على الكعبة وتقطنها، قال : "لعلك إن عشت أن ترى ذلك" قال : "يا بلال، خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة" فلما أدبرت قال : "أما إنه من خير فرسان بني عامر" قال : فوالله إني باهلي بالعود إذ أقبل راكب، فقلت : من أين؟ قال : من مكة. قلت : ما فعل الناس؟ قال : والله لقد غلب عليها محمد وقطنها، قلت : هبلتني أمي، فوالله لو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها قال أبو مسلم : قال مسدد : بلغني عن ابن المبارك، قال : اسمه شرحبيل، وإنما سمي ذا الجوشن؛ لأنه كان ناتئ الصدر.

                                                                          رواه عن مسدد فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          وأخبرنا به أبو الفرج ابن أبي عمر بن قدامة، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثنا محمد بن عباد، قال : حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي نحو هذا الحديث.

                                                                          قال سفيان : وكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق، لا أراه إلا سمعه (منه) فعلا لنا درجة أخرى مع اتصال السماع.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية