الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1734 - (بخ) : خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري [ ص: 348 ] أبو عبد الله، ويقال أبو صالح المدني، والد صالح بن خوات بن جبير، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف ، له صحبة، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث.

                                                                          روى عنه : بسر بن سعيد ، وربيعة بن عمرو شيخ لزيد بن أسلم ، وزيد بن أسلم، ولم يدركه ، وابنه صالح بن خوات بن جبير ، وعبد الله بن الحارث البصري ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (بخ) وعطاء بن يسار .

                                                                          قال محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه في تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خوات بن جبير، بدري، من بني حارثة، رجع من الطريق، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما .

                                                                          وقال زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق : خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك، واسم البرك امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف ، ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بسهمه وآجره .

                                                                          وقال جرير بن حازم : سمعت زيد بن أسلم يحدث، أن خوات بن جبير قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظهران، قال : فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن، فأعجبني، فرجعت فاستخرجت عيبتي، فاستخرجت منها حلة، فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته، فقال : أبا عبد الله [ ص: 349 ] "ما يجلسك معهن؟" فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته، واختلطت، قلت : يا رسول الله : جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا، فمضى واتبعته، فألقى إلي رداءه، ودخل الأراك، كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته، وتوضأ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره - أو قال : يقطر من لحيته على صدره - فقال : أبا عبد الله، ما فعل شراد جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال : السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك علي، تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره، فصلى ركعتين خفيفتين، وطولت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال : طولها أبا عبد الله ما شئت أن تطول، فلست قائما حتى تنصرف! فقلت في نفسي : والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبرئن صدره، فلما انصرفت، قال : السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فقلت : والذي بعثك بالحق، ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم، فقال : رحمك الله - ثلاثا - ثم لم يعد لشيء مما كان .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا [ ص: 350 ] أبو بكر بن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي، قال : حدثنا داود بن منصور القاضي، قال : حدثنا جرير بن حازم، فذكره.

                                                                          قال محمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن عبد الله بن بكير : مات سنة أربعين، زاد يحيى : وسنه أربع وسبعون.

                                                                          روى له البخاري في "الأدب" قوله : " نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية