الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1810 - (م س) : دينار أبو عبد الله القراظ الخزاعي، مولاهم المدني، كان يبيع القرظ .

                                                                          [ ص: 507 ] روى عن : سعد بن أبي وقاص (م س) ، ومعاذ بن جبل ، وأبي هريرة (م س) .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد الليثي (م) ، وزيد بن أسلم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس (م) وأبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان (س) ، وعمر بن نبيه الكعبي (م س) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة (م) ، ومحمد بن عمرو بن علقمة (م) ، وموسى بن عبد الله بن يسار ، المدنيون، وموسى بن عبيدة الربذي ، وموسى بن عقبة ، وأبو هارون موسى بن أبي عيسى الحناط ، ونجيح أبو معشر المدني .

                                                                          قال أبو ضمرة أنس بن عياض : حدثني محمد بن موسى بن عبد الله بن يسار، قال : إني لجالس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حج في ذلك العام يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفة فجلس مع ابن المقبري، ومع ابن أبي العتاب، إذ جاء أبو عبد الله القراظ فوقف عليه، فقال : أنت يزيد بن عبد الملك؟ فالتفت إلى الشيخين، فقال : مجنون مصاب، فذكروا من فضله وصلاحه، وقالوا : هذا أبو عبد الله القراظ، صاحب أبي هريرة، حتى رق له ولان، قال : نعم، أنا يزيد بن [ ص: 508 ] عبد الملك، فقال له أبو عبد الله : ما أجهلك! إنك تشبه أباك، إن وليت من أمر الناس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد على أبي هريرة لحدثني عن حبي وحبه صلى الله عليه وسلم صاحب هذا البيت، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه حتى جاء ناحية من المدينة يقال لها بيوت السقياء، وخرجت معه، فوقف فاستقبل القبلة، ورفع يديه حتى إني لأرى بياض ما تحت منكبيه، ثم قال : "اللهم إن إبراهيم نبيك وخليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم، وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللهم ارزقهم من هاهنا وهاهنا، وأشار إلى نواحي الأرض، اللهم من أرادهم بسوء فأذبه كما يذوب الملح في الماء، فالتفت إلى الشيخين، فقال : ما يقول هذا؟ فقالا : هذا حديث معروف مروي، وقد سمعنا أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أخافهم فقد أخاف ما بين هذين، وأشار كل رجل منهم إلى قلبه .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البنا، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي داود، قال : حدثنا أحمد بن صالح، قال : حدثنا أنس بن عياض، فذكره.

                                                                          [ ص: 509 ] روى له مسلم، والنسائي.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية