الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1713 - (م د) : خلف بن هشام بن ثعلب، ويقال : خلف بن هشام بن طالب بن غراب البزار البغدادي، أبو محمد المقرئ .

                                                                          [ ص: 300 ] روى عن : إسحاق بن محمد المسيبي ، وحبان بن علي العنزي ، وحماد بن زيد (م) ، وحماد بن يحيى الأبح (قد) ، وخالد بن عبد الله الواسطي ، وداود بن عبد الرحمن العطار المكي ، وسعيد بن راشد المازني ، وسليم بن عيسى المقرئ ، وأبي داود سليمان بن محمد المباركي وهو من أقرانه، وأبي الأحوص سلام بن سليم (م) ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن يحيى التوأم (د) ، وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط (د) ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبيد بن عقيل الهلالي ، وعبيس بن ميمون ، ومالك بن أنس (م) ومحبوب بن الحسن القرشي ، والمنكدر بن محمد بن المنكدر ، وهشيم بن بشير ، وأبي عوانة (د) .

                                                                          روى عنه : مسلم ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، ووراقه أبو العباس أحمد بن إبراهيم ، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة ، [ ص: 301 ] وأحمد بن علي بن سهل الدوري نزيل مصر ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن محمد بن أبان بن ميمون السراج ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري الكاتب ، وأحمد بن يزيد الحلواني المقرئ ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ ، والحسن بن سلام السواق ، والحسين بن محمد بن الفهم ، وأبو حامد حمدان بن غارم البخاري ، وسليمان بن يحيى بن الوليد الضبي المقرئ ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن الحسين المصيصي ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وأبو زرعة، عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن الجهم السمري ، وابنه محمد بن خلف بن هشام ، ومحمد بن واصل المقرئ ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وموسى بن هارون الحافظ .

                                                                          قال الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري : وجدت فيما حدث به أبو القاسم الحسين بن أحمد بن إبراهيم الفرائضي، قال : سمعت عباسا الدوري - وسئل عن حكاية عن أحمد بن حنبل في خلف بن هشام - فقال : لم أسمعها من أحمد، ولكن حدثني أصحابنا أنهم ذكروا خلفا البزار عند أحمد ، فقيل : يا أبا عبد الله، إنه يشرب؟ فقال : قد انتهى إلينا علم هذا عنه، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شرب أو لم يشرب، قال عباس : ووجهني خلف إلى يحيى ، فقال : [ ص: 302 ] أحب أن تقول لأبي زكريا يحيى بن معين : كانت عندي كتب عن حماد بن زيد، فحدثت بها وبقي منها رقاع، بعضها دارس، فاجتمعت عليه أنا وأصحابنا فاستخرجناها، فما ترى أن أحدث بها؟ قال : فقال لي : قل : حدث بها يا أبا محمد؛ فإنك الصدوق الثقة.

                                                                          وقال النسائي : بغدادي ثقة.

                                                                          وقال الدارقطني : كان عابدا فاضلا، وآخر من حدث عنه ابن منيع، وقال : أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين.

                                                                          وقال أبو الحسن أحمد بن جعفر بن زياد السوسي : ذكر أبو جعفر النفيلي خلف بن هشام البزار ، فقال : كان من أصحاب السنة لولا بلية كانت فيه، شرب النبيذ.

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب، عن زيد بن الحسن، عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني، عنه، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال : سمعت أحمد بن كامل القاضي يقول : سمعت حسين بن فهم يقول : ما رأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن لأصحاب الحديث، وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا، هذا أو نحوه.

                                                                          [ ص: 303 ] قال أحمد بن كامل : وقد رأى أحمد والناس، يعني ابن فهم.

                                                                          وبه، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش، قال : سمعت إدريس بن عبد الكريم الحداد يقول : كان خلف بن هشام يشرب من الشراب على التأويل، فكان ابن أخته يوما يقرأ عليه سورة الأنفال حتى بلغ : ليميز الله الخبيث من الطيب فقال : يا خال، إذا ميز الله الخبيث من الطيب، أين يكون الشراب؟ قال : فنكس رأسه طويلا ثم قال : مع الخبيث، قال : فترضى أن تكون مع أصحاب الخبيث؟ قال : يا بني امض إلى المنزل فاصبب كل شيء فيه، وتركه، فأعقبه الله الصوم، فكان يصوم الدهر إلى أن مات.

                                                                          ذكر محمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأبو حاتم بن حبان، وغير واحد : أنه مات سنة تسع وعشرين ومائتين، زاد بعضهم : في جمادى الآخرة.

                                                                          وقال ابن حبان : مات ببغداد يوم السبت لسبع مضين من جمادى الآخرة، وكان خيرا فاضلا عالما بالقراءات، كتب عنه أحمد بن حنبل .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية