الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1619 - (بخ م 4) : خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن [ ص: 84 ] المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أبو سلمة، ويقال : أبو القاسم الكوفي المعروف بالفأفاء، والد عكرمة بن خالد المخزومي الأصغر، وابن عم عكرمة بن خالد المخزومي الأكبر، وأصله حجازي .

                                                                          روى عن : سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وسعيد بن المسيب ، وعامر الشعبي (عس) ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وعبد الله البهي (بخ م 4) ، وعروة بن الزبير ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله (مد) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي ، وابن عمه محمد بن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار ، ومسلم مولى خالد بن عرفطة ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله (س) ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري (ت) .

                                                                          روى عنه : حماد بن زيد (مد) ، وزائدة بن قدامة ، وزكريا بن أبي زائدة (بخ م 4) ، وزياد بن الربيع اليحمدي (ت) ، وسفيان الثوري (مد) ، وسفيان بن عيينة ، وسهل بن أسلم ، وشعبة بن الحجاج ، وابنه [ ص: 85 ] عبد الرحمن بن خالد بن سلمة ، وعثمان بن حكيم الأنصاري (س) ، وابناه : عكرمة بن خالد بن سلمة ، ومحمد بن خالد بن سلمة ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومسعر بن كدام (عس) ، والمنهال بن خليفة ، وهشيم بن بشير ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري .

                                                                          وحكى عنه عمرو بن دينار، وهو أكبر منه .

                                                                          وكان من علماء قريش، وله قصة مع النضر بن شميل الحميري عند هشام بن عبد الملك في ذكر مناقب قريش ومثالبها التي لا شبه لها، وذلك مذكور في كتاب (الواحدة) .

                                                                          قال البخاري ، عن علي ابن المديني : له نحو عشرة أحاديث.

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، وإسحاق بن منصور ، وأحمد بن سعد بن أبي مريم ، وعبد الله بن شعيب ، والمفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : ثقة.

                                                                          وكذلك قال علي ابن المديني ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، ويعقوب بن شيبة ، والنسائي .

                                                                          وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه.

                                                                          [ ص: 86 ] وقال أبو أحمد بن عدي : وهو في عداد من يجمع حديثه، ولا أرى برواياته بأسا.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات) .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، وقال : هرب من الكوفة لما ظهرت دعوة بني العباس إلى واسط فقتل مع ابن هبيرة، يقولون : إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله، وله عقب بالكوفة، هكذا ذكره في (الكبير) ، وذكره في (الصغير) في الطبقة الخامسة.

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : هشيم لم يسمع من خالد بن سلمة، وسمع منه الثوري، وابن عيينة.

                                                                          وقال محمد بن حميد الرازي ، عن جرير : كان خالد بن سلمة الفأفاء رأسا في المرجئة، وكان يبغض عليا.

                                                                          وقال عباس الدوري : أنشدنا يحيى بن معين :


                                                                          وجاءت قريش قريش البطاح إلينا هم الأول الداخلة     يقودهم الفيل والزندبيل
                                                                          وذو الضرس والشفة المائلة

                                                                          .

                                                                          [ ص: 87 ] قال عباس : الزندبيل كبير الأفيلة، قال : وقال يحيى : الفيل والزندبيل : عبد الملك وأبان ابنا بشر بن مروان قتلا مع ابن هبيرة الأصغر، وذو الضرس والشفة المائلة : خالد بن سلمة المخزومي، قال : وقال يحيى : ابن هبيرة الأكبر يقال له : يزيد بن هبيرة، والأصغر هو : عمر بن يزيد بن هبيرة قتله الهاشميون - يعني الأصغر - هكذا حكى عباس، عن يحيى، وذلك وهم، والصحيح أن الأكبر عمر بن هبيرة، والأصغر يزيد بن عمر بن هبيرة.

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : بلغني أنه هرب من الكوفة إلى واسط لما ظهرت دعوة بني العباس فقتل مع ابن هبيرة، يقال : إن بعض الخلفاء قطع لسانه ثم قتله، ولهم عدد بالكوفة، وبقية.

                                                                          ذكر علي ابن المديني خالد بن سلمة هذا يوما فقال : قتل مظلوما، وحكى في قتله بعض هذه القصة التي ذكرناها.

                                                                          وقال أبو داود، عن الحسن بن علي الخلال : سمعت يزيد بن هارون يقول : دخلت المسودة واسط سنة اثنتين وثلاثين، فنادى مناديهم بواسط : (الناس آمنون إلا العوام بن حوشب، وعمر بن ذر، وخالد بن سلمة المخزومي) فأما خالد فقتل، وأما العوام فهرب، وكان يحرض على قتالهم، وكان عمر بن ذر يقص بهم، ويحرض على قتالهم عندنا بواسط.

                                                                          وقال خليفة بن خياط : حدثني محمد بن معاوية، عن بيهس بن [ ص: 88 ] حبيب، قال : لما كان يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، وطلب خالد بن سلمة المخزومي فلم يقدر عليه، فنادى مناديهم أن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعدما قتل القوم يوما فقتلوه أيضا، يعني : يوم الثلاثاء.

                                                                          وقال سليمان بن أبي شيخ، عن يحيى بن سعيد الأموي : زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فما رأيت أورع منه، ولقد أهدى له رجل بالكوفة رطبا فبلغه أنه من البستان الذي قبض عن خالد بن سلمة المخزومي، فأتى آل خالد فاستحلهم، وتصدق بقيمته.

                                                                          روى له البخاري في (الأدب) والباقون.

                                                                          أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الخير، قال : أنبأنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال، قال : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيان، قال : حدثنا العباس بن حمدان، قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، عن عائشة ، قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) .

                                                                          [ ص: 89 ] رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، عن أبي كريب فوافقناهم فيه بعلو، وليس لخالد بن سلمة عند مسلم سوى هذا الحديث الواحد.

                                                                          ورواه ابن ماجه، عن سويد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن زكريا.

                                                                          هكذا قال، وقد رواه الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، وإسحاق بن يوسف الأزرق، عن زكريا، كما رواه يحيى، وقد وقع لنا حديث الوليد بن القاسم عاليا.

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد، قال : حدثنا زكريا، قال : حدثنا خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، عن عائشة ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية