الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1612 - (ع) : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف، ويقال : ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم، ويقال : ابن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي .

                                                                          شهد بدرا، والعقبة، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة شهرا [ ص: 67 ] حتى بنيت مساكنه ومسجده، وأمه هند بنت سعد بن كعب بن عمرو بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، قال ذلك ابن البرقي، وقال : حفظ عنه نحو من خمسين حديثا.

                                                                          روى عن :النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن أبي بن كعب (خ م) .

                                                                          روى عنه : أسلم أبو عمران التجيبي (د ت س) ، والأسود بن يزيد النخعي ، وأفلح مولاه (م) ، والبراء بن عازب (خ م س) ، وجابر بن سمرة (م س) ، وجبير بن نفير الحضرمي (س) ، وحبيب بن أوس الثقفي (تم) ، ورافع بن إسحاق الأنصاري (س) ، والربيع بن خثيم (س) ، وزياد بن أنعم الإفريقي (بخ) ، وزيد بن خالد الجهني ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسعيد بن المسيب ، وسفيان بن وهب الخولاني وله صحبة ، وصدي بن عجلان أبو أمامة الباهلي ، وأبو سفيان : طلحة بن نافع (ق) ، وعاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي (س ق) ، وعبد الله بن حنين (خ م د س ق) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن أبي عتبة ، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري (س) ، وعبد الله بن كعب بن مالك ، وعبد الله بن يزيد الخطمي (خ م س ق) ، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي (م د ت س) وعبد الرحمن بن سعاد (س ق) ، وعبد الرحمن بن عبد القاري (ق) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (خ م ت س) ، وعبيد بن تعلى الفلسطيني (د) ، ومولاه عثمان بن جبير (ق) ، وعروة بن الزبير (خ م) ، وعطاء بن يزيد الليثي (ع) ، وعطاء بن يسار (ت ق) ، وعلقمة بن قيس ، وعمر بن ثابت الأنصاري (م 4) ، وعمرو بن ميمون الأودي (س) ، والقاسم أبو عبد الرحمن الشامي (سي) ، وقرثع الضبي (د تم ق) ، ومحمد بن كعب القرظي (ت) ، ومحمد بن المنكدر (س) ، وأبو الخير [ ص: 68 ] مرثد بن عبد الله اليزني (د) ، ومعاوية بن قرة المزني (د) ، والمقدام بن معدي كرب الصحابي (ق) ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله (خ م ت س) ، وأبو الأحوص المدني ، وأبو تميم الجيشاني ، وأبو رهم السمعي (س) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (خت س) ، وابن أخيه أبو سورة الأنصاري (د ت ق) ، وأبو الشمال بن ضباب (ت) ، وأبو صرمة الأنصاري وله صحبة (م ت) ، وأبو محمد الحضرمي (خت) .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حضر العقبة، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها، وكان مسكنه بالمدينة، وحضر مع علي بن أبي طالب حرب الخوارج بالنهروان، وورد المدائن في صحبته، وعاش بعد ذلك زمانا طويلا حتى مات ببلاد الروم غازيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقبره في أصل سور القسطنطينة.

                                                                          وروي عن سعيد بن المسيب : أن أبا أيوب أبصر في لحية النبي صلى الله عليه وسلم أذى، فنزعه، فأراه إياه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نزع الله عن أبي أيوب ما يكره .

                                                                          وقال محمد بن شجاع ابن الثلجي : أخبرنا محمد بن عمر، قال : حدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أفلح مولى أبي أيوب أن أم أيوب قالت لأبي أيوب : أما تسمع ما يقول الناس [ ص: 69 ] في عائشة؟ قال : بلى، وذلك الكذب، أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟ قالت : لا والله، قال : فعائشة والله خير منك، فلما نزل القرآن، وذكر أهل الإفك، قال الله عز وجل : لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين يعني : أبا أيوب حين قال لأم أيوب.

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن شيبان، قال : أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد، قال : أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه، قال : أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية، قال : أخبرنا محمد بن شجاع، فذكره.

                                                                          وقال شعبة، عن يزيد بن خمير، عن أبي زبيد : دخلت أنا ونوف البكالي على أبي أيوب الأنصاري، وقد اشتكى، فقال نوف : اللهم عافه واشفه، قال : لا تقولوا هذا، وقولوا : اللهم إن كان أجله عاجلا فاغفر له وارحمه، وإن كان آجلا فعافه واشفه وآجره .

                                                                          وقال ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال أبو أيوب الأنصاري : من أراد أن يكثر علمه، وأن يعظم حلمه، فليجالس غير عشيرته .

                                                                          وقال أبو كريب : حدثنا فردوس بن الأشعري، قال : حدثنا مسعود بن سليمان، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس : أن أبا أيوب بن زيد الأنصاري الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه حين هاجر إلى [ ص: 70 ] المدينة غزا أرض الروم، فمر على معاوية فجفاه، فانطلق ثم رجع من غزوته، فمر عليه فجفاه، ولم يرفع به رأسا، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأني : أنا سنرى بعده أثرة، فقال معاوية : فبم أمركم؟ قال : أمرنا أن نصبر، قال : فاصبروا إذا، فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة، وقد أمره علي عليها، فقال : يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج (لك) عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه، قال : حاجتك؟ قال : حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف، فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال : حدثنا أبو كريب .... فذكره.

                                                                          قال الهيثم بن عدي، وأبو الحسن المدائني، وخليفة بن خياط : مات سنة خمسين، وقيل : مات سنة إحدى وخمسين.

                                                                          وقال الواقدي، ويحيى بن بكير، وعمرو بن علي، والترمذي : مات سنة اثنتين وخمسين.

                                                                          [ ص: 71 ] وقال أبو زرعة الدمشقي : مات سنة خمس وخمسين.

                                                                          روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية