الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 421 ] 1776 - (بخ ت) : داود بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو سليمان الشامي، أخو عبد الصمد بن علي، وعيسى بن علي، ومحمد بن علي، وإسماعيل بن علي، وسليمان بن علي، وصالح بن علي، وعبد الله بن علي. كان يكون بالحميمة من أرض الشراة من أرض البلقاء، وولي إمرة الكوفة في زمن السفاح، وولي المدينة أيضا.

                                                                          روى عن : أبيه ، عن جده (بخ ت) .

                                                                          روى عنه : جابر بن يزيد الجعفي ، والحسن بن عمارة ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسفيان الثوري ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعتبة بن يقظان ، وقيس بن الربيع، [ ص: 422 ] ومحمد بن أبي رزين الخزاعي ، ومحمد بن سعيد شيخ لسليمان بن قرم ، ومحمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (ت) ، والمسور بن الصلت ، وأبو المغيرة النضر بن علقمة (بخ) .

                                                                          قال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين عنه، فقال : شيخ هاشمي، إنما يحدث بحديث واحد.

                                                                          قال أبو أحمد بن عدي : أظن الحديث في عاشوراء، وقد روى غير هذا الحديث الواحد، بضعة عشر حديثا.

                                                                          وولي مكة، والموسم، واليمن، واليمامة.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" وقال : يخطئ.

                                                                          قال يعقوب بن سفيان : توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وهو وال على المدينة، ليلة هلال ربيع الأول.

                                                                          وقال محمد بن سعد : مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة.

                                                                          [ ص: 423 ] وقال أبو القاسم : وذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن داود ولد سنة إحدى وثمانين، قال : وقالوا : ولد سنة ثمان وسبعين، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين. وقالوا : ثلاث وثلاثين ومائة، وأمه أم عيسى، بربرية، اسمها لبابة.

                                                                          روى له البخاري في "الأدب" حديثا، والترمذي آخر، وقد وقعا لنا بعلو.

                                                                          أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر في جماعة، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت " .

                                                                          رواه البخاري، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن أبي المغيرة النضر بن علقمة، عن داود، نحوه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعليق السوط في البيت .

                                                                          [ ص: 424 ] وأخبرنا أحمد بن أبي الخير، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال، وأبو المكارم اللبان، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، قال : حدثنا جعفر الصائغ، قال : حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا ابن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه، عن جده ، قال : بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى الركعتين قبل الفجر، قال : "اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وترد بها ألفتي، وتلم بها شعثي، وتصلح بها ذنبي، وتحفظ بها غايتي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوء.

                                                                          اللهم أعطني إيمانا صادقا، ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.

                                                                          اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، اللهم إني أنزل بك حاجتي، وإن قصر رأيي، وضعف عملي، وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور.

                                                                          اللهم ما قصر عنه رأيي، وضعف عنه عملي، ولم تنله مسألتي، ولم تبلغه أمنيتي من خير وعدته أحدا من خلقك، أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك، فإني أرغب إليك فيه، وأسألكه يا رب العالمين.

                                                                          اللهم اجعلنا هادين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، حربا لأعدائك وسلما لأوليائك، نحب بحبك الناس، ونعادي بعداوتك من خالفك.

                                                                          اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة.

                                                                          اللهم وهذا الجهد [ ص: 425 ] وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك.

                                                                          اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود، والركع السجود، والموفين بالعهود، إنك رحيم ودود، وإنك تفعل ما تريد، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لبس العز وقال به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي العزة والبهاء، سبحان ذي القدرة والكرم، سبحان الذي أحصى كل شيء بعلمه.

                                                                          اللهم اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في قبري، ونورا في سمعي، ونورا في بصري، ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظامي، ونورا من بين يدي، ونورا من خلفي، ونورا عن يميني، ونورا عن شمالي، ونورا من فوقي، ونورا من تحتي، اللهم زدني نورا، وأعطني نورا، واجعل لي نورا
                                                                          .

                                                                          قال الحافظ أبو نعيم : لم يسق هذا الحديث بهذا السياق والدعاء عن علي بن عبد الله إلا ابنه داود، تفرد به عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

                                                                          رواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن عمران، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين، وقال : غريب، لا نعرفه من حديث ابن أبي ليلى إلا من هذا الوجه.

                                                                          هكذا قال، وقد رواه قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى بطوله.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية