الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1603 - (خ س) : خالد بن خلي الكلاعي، أبو القاسم الحمصي [ ص: 51 ] القاضي، والد محمد بن خالد بن خلي، وكانت إحدى أمهاته من ولد النعمان بن بشير .

                                                                          روى عن : بقية بن الوليد ، والجراح بن مليح البهراني ، والحارث بن عبيدة الكلاعي القاضي ، وسلمة بن عبد الملك العوصي (س) ، وسويد بن عبد العزيز ، ومحمد بن حرب الخولاني الأبرش (خ) ، ومحمد بن حمير السليحي ، ومحمد بن خالد الوهبي : الحمصيين.

                                                                          روى عنه : البخاري ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الصمد بن عبد الوهاب النصري ، وعمران بن بكار البراد ، ومحمد بن إبراهيم بن مسلم أبو أمية الطرسوسي ، وابنه محمد بن خالد بن خلي ، ومحمد بن عوف الطائي ، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي ، ونسبه إلى النعمان بن بشير.

                                                                          قال البخاري : صدوق.

                                                                          وقال النسائي : ليس به بأس.

                                                                          وذكره ابن حبان في الثقات.

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : قلت لأبي الحسن الدارقطني : [ ص: 52 ] فخالد بن خلي الحمصي؟ قال : ليس له شيء ينكر، قلت : فابنه؟ قال : ليس به بأس.

                                                                          وقال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب القاضي الحمصي : سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي يقول : لما أن وجه المأمون إلى جماعة من أهل حمص ليخرجوا إليه إلى دمشق فوقع اختياره على أربعة من الشيوخ بحمص منهم : يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان : الحكم بن نافع، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي، فأشخصوا إلى دمشق، فأدخلوا على المأمون رجلا رجلا، فأول من دخل عليه أبو اليمان الحكم بن نافع، فساءله يحيى بن أكثم، وحادثه، ثم قال له : يا حكم ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : قلت له : أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه، قال : فما تقول في علي بن عياش؟ قال : قلت : رجل صالح، لا يصلح للقضاء، قال : فما تقول في خالد بن خلي، فقال : أنا أقرأته القرآن، فأمر به فأخرج.

                                                                          ثم أدخل يحيى بن صالح وحادثه، ثم قال له : يا يحيى، ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال : شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا، قال : فما تقول في علي بن عياش؟ فقال : رجل صالح لا يصلح للقضاء، قال : فما تقول في خالد بن خلي؟ قال : عني أخذ العلم، وكتب الفقه، قال : فأمر به فأخرج.

                                                                          ثم دعي علي بن عياش ، فدخل عليه فساءله وحادثه ساعة، ثم قال له : يا علي ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال : فقلت له : شيخ صالح [ ص: 53 ] يقرأ القرآن، قال : فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : أحد الفقهاء، قال : فما تقول في خالد بن خلي؟ قال : رجل من أهل العلم، ثم أخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أمر به فأخرج.

                                                                          ثم دخل عليه خالد بن خلي فساءله وحادثه ساعة، فقال له : ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال : شيخنا، وعالمنا، ومن قرأنا عليه القرآن وحفظنا به، قال : فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال : فقلت : أحد فقهائنا، ومن أخذنا عنه العلم والفقه، قال : فما تقول في علي بن عياش؟ قال : رجل من الأبدال إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا الله فكشفها، فإذا أصابنا القحط، واحتبس عنا المطر سألناه فدعا الله فأسقانا الغيث، قال : ثم عمد يحيى بن أكثم إلى ستر رقيق بينه وبين المأمون فرفعه، فقال له المأمون : يا يحيى، هذا يصلح للقضاء فوله، قال : فأمر بالخلع فخلعت عليه، وولاه القضاء.

                                                                          وروى له النسائي.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية